من الدعم إلى الإيمان: ما هو جوهر بقاء صانع المحتوى؟
من الدعم إلى الإيمان: ما هو جوهر بقاء صانع المحتوى؟

بيع الخبرات

٠٣‏/٠٣‏/٢٠٢٥

في كل مرة تشاهد فيديو، أو تقرأ مقالًا، أو تستمع إلى بودكاست، ستجد دعوات متكررة من صناع المحتوى:
• “لايك، تعليق، مشاركة!”
• “اشترك في القناة!”
• “ادعمني ماليًا عبر…”
هذه العبارات أصبحت جزءًا من التجربة الرقمية، بل ضرورية لاستمرار من يبتكرون المحتوى. لكن إذا عدنا بالزمن إلى الوراء، إلى عصور الفلاسفة والمفكرين والعلماء الكبار، سنجد أنهم لم يطلبوا من جمهورهم دعمًا مباشرًا. لم يقل سقراط: “اشتركوا في فلسفتي”، ولم يطلب ابن رشد تبرعات للإستمرار في شرح أرسطو؛ بل كانوا يطلبون شيئًا أعظم: الإيمان بما يقدمونه.

بين صانع المحتوى والمفكّر: هل تغير الجوهر أم الأدوات؟

المفكرون والفلاسفة لم يكونوا في حاجة إلى خوارزميات تُبرز أعمالهم؛ بل إلى عقول تؤمن بأفكارهم وتنقلها عبر الأجيال. كانوا يسعون لأن تصبح أفكارهم جزءًا من وعي المجتمع، لا مجرد محتوى يُستهلك ثم يُنسى.
أما صانع المحتوى اليوم، فهو يعمل وسط بحر من المعلومات المتدفقة، حيث المنافسة شرسة، والانتباه سلعة نادرة. لهذا، أصبحت آليات الدعم (اللايك، المتابعة، المشاركة) ضرورية لضمان استمراريته وسط الخوارزميات التي لا تكافئ الجوهر بقدر ما تكافئ التفاعل.
لكن هنا تكمن المشكلة: إذا كان المحتوى يستمد وجوده فقط من دعم المتابعين، فإنه يبقى هشًا، عابرًا، بلا تأثير حقيقي. تمامًا كما أن الفيلسوف الذي لم ينجح في بناء إيمانٍ بأفكاره لن يكون له أثر بعد رحيله.

ما الذي يجب أن يطلبه صانع المحتوى حقًا؟

الدعم مهم؛ لكنه ليس الغاية. الصانع الحقيقي لا يحتاج إلى مجرد أرقام تُضخّم حضوره؛ بل إلى جمهور يؤمن بأفكاره، يتبناها، وينقلها لغيره. فالدعم يمكن أن يكون لحظيًا، أما الإيمان فهو ما يضمن الاستمرارية الحقيقية.
لذا، على صانع المحتوى أن يسأل نفسه:
• هل أطلب دعمًا لحظيًا أم إيمانًا ممتدًا؟
• هل أبحث عن تفاعل رقمي أم عن أثر فكري؟
• هل أريد متابعين أم مؤمنين؟
المفكرون العظماء لم يطلبوا الدعم؛ بل صنعوه من خلال بناء الإيمان. وصانع المحتوى الذي يسعى للبقاء عليه أن يفعل الشيء ذاته.
أنتهى.
——————
قال النبي محمد ﷺ : كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ.

تتطلع إلى أن تصلك المقالات

قبل الجميع؟ اشترك بالنشرة

الإخبارية.

تتطلع إلى أن تصلك المقالات

قبل الجميع؟ اشترك بالنشرة

الإخبارية.

مُعظم من يقرأ مقالاتي يقول لي أنك مختلف عن الجميع.

تنتظرك دروس مثرية

في النشرة الإخبارية 💌: